الملوك الغابرة وبابل القديمة بقلم ” موسى سعود”📝
الملوك الغابرة وبابل القديمة
الجميع يتساءل حول قصة بابل ومن هم ملوكها الآن، نأخذكم إلى بابل العجيبة وكيف نشأت وبعض الملوك التي حكموها ؟
بابل كانت دولة قديمة تقع في بلاد ما بين النهرين، بالضبط على طول نهر الفرات في العراق الحالي ،على بعد 50 ميلا جنوب بغداد ، وتأسست مدينة بابل التي لها معنى باب الصوف ، التي تقع أطلالها في العراق الحالي، منذ أكثر من 4000 عام بضبط 2300 قبل الميلاد من قبل الناطقين بالأكادية القديمة في جنوب البلاد كمدينة ميناء صغيرة على نهر الفرات، ونمت لتصبح واحدة من أكبر المدن في العالم القديم تحت حكم حمورابي الذي حكم من 1792 إلى 1750 قبل الميلاد ، وبعد عدة قرون، أسس خط جديد من الملوك إمبراطورية بابلية جديدة امتدت من الخليج الفارسي إلى البحر الأبيض المتوسط، وخلال هذه الفترة، أصبحت بابل مدينة تتكون من المباني الجميلة والباردة وبعد أن غزا الامبرطور العموري حمورابي بعض الدول المجاورة أحضر الكثير من جنوب ووسط بلاد ما بين النهرين تحت الحكم البابلي الموحد، وخلق إمبراطورية تسمى امبراطورية بابل وتعتبر كلمة بابل باللغة الأكادية تعنى :”باب الإله “،وقد كانت المدينة ذات أسوار يبلغ ارتفاعها 350 قدماً وسمكها 87 قدما وكان لهذه الأسوار مائة باب مصنوع من الذهب، ولكل باب قوائم وسقوف من الذهب أيضاً وأعظم ما في المدينة الحدائق المعلقة التي تعتبر فتنة وعجيبة الدول والعصور القديمة وقد بنيت على عقود الحجر النفيس المقدم هدايا للملك فوق المدرجات الصخرية ،حيث تمت تغطيتها بطبقات تصلح لمختلف النباتات والأشجار وكان الماء يرفع ويخزن في الطبقات العليا بصهاريج ونظام ميكانيكي معقد لسقاية الأشجار والأزهار والنباتات ذات الألوان الجذابة بحيث غطى شكل القصر وكأنه جبل مزروع بالنباتات والأزهار، يُسقى من مياه نهر الفرات شديد العذوبة ووزعت فيها التماثيل بأحجامها المختلفة الكبيرة والصغيرة .قام الإمبراطور وابنه نبوخذ نصر الثاني ببناء المدينة على نطاق أوسع وأكثر مما كانت عليه و تولى نبوخذ نصر الثاني حكم الإمبراطورية البابلية الجديدة، من 605 562 قرن قبل الميلاد حسب ما ورد في الكتاب المقدس ، وقد قام بغزو مملكة يهوذا والقدس، وأرسل اليهود إلى المنفى، وهنا كانت نهاية مملكة اليهود.وقد عاصر عددا من أنبياء اليهود ومنهم ارميا، حزقيال، ودانيال، وشيد حدائق بابل المعلقة التي تعد من عجائب الدنيا السبع ويقال أنه بناها بعد زواجه من أميديا، التي كانت من الطبقة الوسطى في البلاد وأتت من المناطق الجبلية إلى أرض بابل، وكانت أميديا تشتاق إلى رؤية الجبال ولحدائق وطنها ميديا فبنى لها حدائق بابل وكانت تتكون من ثمانية أبواب ،حيث أقيمت حدائق بابل على الضفة الشرقية من نهر الفرات بحوالي 50 كم جنوب بغداد بالعراق، وكان يوجد لها 8بوابات أفخمها بوابة عشتار ، باسم الآلهة عشتار، والتي كانت تتوسط شارع الموكب الذي كان يحتفل به البابليين بعيد أكيتومن 1 أبريل كل سنة ويعتبر أقدم عيد ميلاد تعرفه البشرية ، وهو يتمثل في رأس السنة البابلية وتدوم مدة الاحتفال 12 يوما ،] كما قام نبوخذ نصر ببناء المعابد مثل معبد إيساكيلا ، ومعبد إيتيميناكي ، وهي تتمثل في زقورة بابل والتي عرفت عند اليهود ببرج بابل والذي كان مسكن _الإله مردوخ_ حسب المعتقد البابلي.أما البناء فيعد من أعظم الفنون المعمارية التي بلغتها بابل ونينوى ،حيث تتصل الطبقات مع بعضها بدرج واسع وعندما يأتي الربيع وتزهر وتورق الأشجار والورود في هذه الارتفاعات في وسط أجواء الحرارة العالية تكون هذه الحدائق جنة في الأرض تنشر الرائحة العطرة والبرودة واللطافة لتستحق أن تكون من عجائب الدنيا السبع التي بناها نبوخذ نصر الثاني لكي تتمتع زوجته وحبيبته بهوائها وجمالها ورائحتها ولطافت جوها وروعة منظرها .
نبوخذ نصر الثاني
يعتبر قائدا عالميا عبر التاريخ، كان يستفيد كثيرا باستخدام الشعوب التي يحتلها مستخدما ذكاءه وفطنته ، ويستنفذ كل الإمكانيات البشرية والمادية للشعوب التي يستولي عليها لحد التحكم بحياتهم، إلا أنه امتاز بالديمقراطية وحرية الفكر وكان يسمح للشعوب المحتلة أن تعبد أصنامها، وكان يشارك الشعوب طقوسها الدينية وقد تعرف على مفهوم الإله الواحد يوم غزا دولة يهوذا في جنوب فلسطين.
استمرت فتوحاته من انتصار إلى أعظم، حيث يعتبر أعظم ملوك بابل وقد اشتهر بلقب” مقيم المدن” فقد كان فاتحا للمدن لا محتلا ، وساهم في نشر ديانة التوحيد ولكن من نقاط ضعفه أنه ظن نفسه _شبه إله” وقد دعا حاشيته لعمل تمثال له من الذهب وهو تمثال كبير ليسجد له الجميع . وقد حكم ثلاثة وأربعين سنة حلم حلما أن الله سيعاقبه بسبب كبريائه وبالفعل أصيب سبع سنوات بجنون العظمة فابتعد عن العرش وعاش في الغابة ولكنه تاب إلى الله واعترف وفقا لمقولته المشهورة “أن الكبرياء الزائدة مدمرة للنفس” فعاد إلى الحكم وتبنى النبي دانيال الملك نبوخذ نصر ودعاه للتوحيد بالله. وكان النبي دانيال شيخا يهوديا اعتمده الملك في تفسير أحلامه وكان يغدق عليه الهدايا بعدما يفسر له الحلم بكامل حقيقته حتى ما لم يتمنى سماعه.
اشتهر بنشاطاته العمرانية في مدينة بابل بصورة خاصة، فأكمل عمل والده في إعادة أعمارها وبني الجنائن المعلقة لزوجته التي كانت تحن إلى موطنها الجبلي، وهو العمل الذي خلد بجعله أحد عجائب الدنيا السبع.وأعاد المعابد القديمة في صروح غاية في الروعة.. نصبت لكثير من الآلهة البابلية وكذلك شهدت باقي مدن بلاد الرافدين الكثير من هذه الأعمال مثل بناء ميناء على الخليج العربي، بالإضافة إلى تأسيس المدن وبناء التحصينات جهة الشمال ،وأنفق ما كان يفرضه على هذه التجارة من مكوس وما كان يحضره من خراج البلاد الخاضعة لحكمه، وما كان يدخل خزائنه من الضرائب المفروضة على شعبه أنفق هذا كله في تجميل عاصم