صدق من قال إن الجزائر قارة ، نظرا لجميع الجوانب التي تتميز بها ، خاصة ذلك التنوع الثقافى المتعدد ،الذي يتمثل في لهجاتها المختلفة ، وعاداتها وتقاليدها الأصيلة ،التي تتميز بها كل منطقة جزائرية عن الأخرى .
ومن هنا سنذهب إلى منطقة القبائل الأمازيغية العريقة ،التي تضم محافظات عدة كبجاية ،وتيزي وزو ، والبويرة… وجزء من مدينة سطيف ،
هذه المنطقة تعرف بخصوصية ثقافية خاصة ،لا يمكن إمتثالها أو مقارنتها لأي بلد عربي آخر،بل هي من المناطق الجزائرية القليلة التي بقيت متمسكة بتاريخها وأصالاتها ، ،وحتى الأجيال الجديدة سعت ولا زالت تسعى بالتمسك بكنزها الحضاري والإعتزاز به.
وإذ ما تحدثنا عن هذه المنطقة الجزائرية أكثر ،فإن ذلك يقودنا إلى عادات و تقاليد كثيرة ،لكنها في الأخير تكشف عن جمال جذاب في كل تلك العادات.
ومن مايميز تلك المنطقة الجميلة الغنية بثراوتها وجبالها الساحرة ،توجد الجبة القبائلية أو كما تسمى بالقبائلية << ثقندورث ن لقبايل taqndurt n leqbayel
ذلك اللباس التقليدى الذي ترتديه المرأة القبائلية الأمازيغية الجزائرية ،تدل على رمز أنوثة وتاريخ المرأة القبائلية .
الذي بات بفضل تمسكهم به أصبح واحدا من أجمل الأزياء في العالم والتي توصف بأنها سيدة الألبسة التقليدية النسوية لمنطقة القبائل.
وجد فى الجبة القبائلية مجموعة من الرموز و الأشكال المنقوشة يدويا على القماش والتي تعبر عن أحاسيس المرأة القبائلية في السابق، التي كانت لا تجرؤ على البوح بها حينها، ومن هنا أصبحت الجبة القبائلية زي مشهور خاصة فى الجزائر لا يوجد من لا يعرفها ،وبمجرد رؤيتها يعرف الجميع أنها لباس تقليدي خاص بنساء القبائل ،على عكس بعض الألبسة التقليدية الجزائرية التي تصعب لنا معرفتها.
ويعتمد هذا اللباس كذلك على بعض الألوان الزاهية خاصة الأصفر والأخضر والبرتقالي الذي يرمز كلا منهما إلى شيء معين،ويتكون كذلك من حزام الذى يسمى بالقبائلية <<أسارو ،asaru>>،والفوطة التي تربطها المرأة على خصرها فوق الجبة ،وتسمى بالقبائلية <أمنديل. ،Amendil>>
والذي له ميزة و خاصية فريدة ، فيها يمكن التفريق بين المرأة المتزوجة والعازبة عن طريق لباسها .
فهكذا أصبحت الجبة القبائلية رمز الأصالة الأمازيغية في الجزائر التي تروج من مكان إلى مكان بغية الجميع فى إرتدائها ،بسبب جذورها العميقة التى إنتقلت من منطقة لمنطقة وبلد لبلد أخر .
ونيسة
قصورى
