القلق
لماذا ينتابني القلق؟
قد يحدث القلق مثلاً بسبب فكرة أو إحساس يخيفك أو يجعلك تشعر بالتهديد أو العجز أو الإخفاق أو فقدان القيمة. وقد يرتبط القلق أحياناً برفع سقف المتطلبات أو الشعور بالعار أو الشعور بالذنب. ومن الشائع أن يشعر المرء بأنه غريب أو مختلف عن الآخرين أو أن به “خللاً ما”.
قد يحدث القلق أيضاً إذا تعرّضت لخذلان أو هِجران. وكذلك احتمال فقدان أمر يحظى بأهمية لديك، كالأمان أو المنزلة الاجتماعية أو الحب؛ كل ذلك قد يسبب القلق.
#ماالذي يحدث في الدماغ عندما ينتابني القلق؟
القلق هو ردود أفعال في الجهاز العصبي المركزي، ولا يمكنك أن تتحّكم بها. إن ردّ الفعل هذا هو نوع من نظام الإنذار الذي يعمل عندما يتفاعل الدماغ والجهاز العصبي مع مؤثرات التهديد أو الخطر. وليس بالضرورة أن يكون هذا الخطر حقيقياً دائماً. وعندما يرسل الدماغ إشارات بأن حياة المرء في خطر، يستجيب الجسم، والذي تشعر به حينئذ هو القلق.
تختلف حساسية نظام الإنذار من شخص لآخر، كما قد تتفاوت من فترة لأخرى أثناء الحياة. ومن الشائع أن يزداد القلق لدى المراهقين وفي عمر العشرينيات، ولكنه يتحسّن كلما تقدّم عمر الإنسان. كما يمكن أن تتأثر الحساسية من القلق، في حال مرّت بالإنسان أحداث صعبة.
ماهو العلاج الذي يمكن أن أتلقّاه؟
جميع أشكال العلاج من القلق تستند إلى تعلُّم كيفية التعامل مع القلق. وهذه الطريقة تسمى التعرُّض، ويعني ذلك أنك حينما تكون في وضع آمن تبدأ تتعلم بالتدريج كيف تصمد أمام الشعور بالقلق. وعندما تنجح في التعامل مع القلق في تلك اللحظة، فسوف تلاحظ أنه يزول من تلقاء نفسه بعد فترة قصيرة. ومن خلال التدرُّب على التعرُّض، تستطيع أن تساعد الدماغ على إعادة مُعايرة الحساسية في نظام الإنذار لديه، وأن يصبح أقلّ عُرضة للقلق.
مامدى شيوع القلق؟
الجميع ينتابهم القلق في إحدى مراحل حياتهم، ولكن البعض ينتابهم أكثر من غيرهم. وعلى الرغم من أن القلق شائع جداً، إلا أن القليل من الناس يتحدثون عنه بانفتاح. ولذلك يربط الكثيرون القلق بمشاعر العار والذنب. وبما أن القلق لا يُرى في الظاهر غالباً؛ فإن الكثيرين يعتقدون بأنه ينتابه وحدهم، وهذا ما يزيد من صعوبة التحدُّث عنه أكثر مما ينبغي حقاً.
يخفي كثير من الناس أن لديهم قلقاً، أو يتظاهرون بأن القلق غير موجود. وكلما حاولت اجتناب القلق، زادت صعوبة التعامُل معه.
كيف يمكنني أن أتعامل مع القلق وما الذي أستطيع أن أفعله بنفسي؟
من الطبيعي أن تحاول الهرب، عندما ينتابك القلق؛ إذ من طبيعة الإنسان أن يتجنّب العناء. ولن يزول القلق بتجاهله، بل العكس هو الصحيح. وإحدى الطرق الجيدة لعلاج القلق هي قبوله والرضا بالمقسوم ومحاولة عدم الهروب منه. وإن كنت تقدر على ذلك، فسوف يزول القلق على نحو أسرع عادةً، ويصبح من الأسهل عليك أن تتعامل معه لاحقاً.
من المُجدي أن تتحدّث عن صحتك مع شخص ما، فالكلام هو غالباً الخطوة الأولى على درب التعافي. كما يمكنك أن تتعلم المزيد عن القلق من خلال القراءة عنه وعن علاجه.
غالباً ما يكون هناك تلازم ما بين الكَرْب/الإجهاد النفسي(Stress) والقلق/الحصر النفسي (ångest). وعندما تحاول أن تأكل وتنام وتفعل ما تحب أن تفعله، فسوف تزداد مقاومتك للكرب والقلق على حدّ سواء. وهناك عامل آخر: وهو أن تجرؤ على الرفض، وأن تضع حدوداً لمقدراتك.
متى يجب عليّ أن أطلب المساعدة؟
إذا كان القلق ينتابك كثيراً كل يوم بحيث أنه يؤثر على حياتك، فلا تتردد في طلب المساعدة. ولا تنظر للأمر على أنه إخفاق، فطلب المساعدة يستلزم الكثير من الشجاعة. وكلما أسرعت في طلب المساعدة، سيكون ذلك أفضل.
منقول