إشراقات أدبيةالقصة

من عمق النكبة..2020 بقلم الأستاذة زكية علال

من عمق النكبة .. 2020
ـ عبثا أحاول أن أقنع نفسي أن الأمر هيّن وأنّ ما حدث كان سحابة صيف أبْرقت وأرْعدت وعصرت نفسها على رؤوسنا ليعود الحال إلى سابق عهده .
هكذا قالت وهي تقف عند مدخل خيمتها تنظر إلى مئات الخيام التي نُصبت على أرضية ملعب الشهيد بلعيد بلقاسم .
ثم استطردت والوجع يعصر ما تبقّى من صبرها :
ـ تعب العمر والذّهب الذي ورثته عن أمي وكنزته لغدر الزمن ، وكل ما كنت أدخره من مرتبي ومرتب زوجي أنفقتهم في بناء منزل يسترنا ويخلصنا من لعنة الكراء التي امتصت عرقنا بوحشية ، لكن المنزل تهاوى أمامي ليصبح كومة تراب وحديد وحفنة من ذكريات أصبحت من حظ الأرض وليس لي فيها نصيب ، لأجد نفسي داخل خيمة بعباءة سوداء لم أنزعها منذ النكبة لأنه لم يعد لي باب يطرقه الزائر .
قلت وأنا أحاول أن أهدهد على وجعها :
ـ سيكون لك تعويض محترم وتعيدين بناء منزلك .
قالت وهي تتجرّع آخر قطرة بقيت في كأس الصبر :
ـ وكم بقي من العمر لأعيد بناء حياتي من جديد ؟؟؟
ثم أسدلت ستار خيمتها الذي يفصلها عن الشارع وغابت عني .

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى