أنا أنثى اكتفت بحرف …هبة وفيق الأحمد
أنا أنثى اكتفت بحرف….
يكفيني منك حرف واحد لأحجب عن الأفق كل حروف الزيف التي لاتفرق بين الطوق وحبل المشنقة حرف ..يمسك بأصابع قلمي ليخط به حروفا نورانية كسماء وجهك أصوغ منها كلمات أنقشها على لوحات شغفي بك تثمل من همسة منك تترنح عمدا لترتمي على متن سفينة حضن كتفيك فتبحر بي إلى مابعد قوس قزح ..أتشبث بك وكأنك نجاة ..فتمسك بي وكأني حياة …نحط رحالنا في قبيلة لا يطأها إلا المطهرون بزمزم نبضك ..
أنا وأنت وحرف …أصوغ منه تهويدة لتغفو قرير النبض في حضن بوحي فأضحو أنثى مسكونة بالحروف والألحان أنمنم بحروف لا يفك طلاسمها سوى ابتسامتك التي تنير بكف شوقي القمر ..
أنا وأنت وحرف …اختبئ في عينيك خجلى ناسكة متعبدة بعد أن أضرمت حرائق نيرون الشوق في أضلعي أتلو عليك رسائل ملغومة بالحنين لأرى ابتسامة فطنك لما بين سطورها فتغمض جفنيك على وجهي لننساب في حضن البوح ونبتر عرق صمت الغياب ..
أنا و أنت وحرف …أستحضر به صوت أشواقك.. ملامحك وأنت تقرع باب قلبي بلطف ..لأفتح لك بابه بابتسامة مهاجر عاد ليحض وطنا متألما من كابوس الغربة فأعطر النوم قبل أن يلتصق بسهاد عينيك ..أغزل من شعري شالا أدثر فيه القمر ..أبرم صفقة مع النجوم بأن تخبو مقابل استراق النظر لملامحك الحلم …
أنا وأنت وحرف …لم يبق مني سوى أنت لذا أقدس كل مابي ..أصبح نفسا مطمئنة ترتل آيات بوحك وأنت في أبهى تجليات ابتسامتك في أذن همسك ..لتغدو ملاكا يحمل شقاوتي الطفولية ذات الأحلام المكتنزة بك إلى بر أمان أنفاسك يا أناي حرفي الوحيد على سطح هذا الكوكب الذي عرف من أين تؤكل كتف هلوساتي وحروفي …