بنت النضال …..قَلَم الأديبة عَبِير صَفْوَت
لَم اتناسي ذَلِكَ الْيَوْمِ ، حِينَ قَالَ الْجَمِيع عَنْك عِبَارَة الْإِيحَاء بشتي الْأُمُور ، اِرْتَجَف حَالِي وَخَشِي قَلْبِي مِنْ الْأَلَمِ المبرح ، عِنْدَمَا تَكُون الصَّدْمَة مُرْوِعَةٌ عِنْد الْكَشْفِ عَنْ الْحَقِيقَةِ ، حَقِيقَة عَدَم اسْتِغْنَاء الْمَاءِ عَنْ الشَّمْسِ .
“عزيم” أَعَدّ آلِيا مَا أَخَذْته مِنِّي ، سكوني ثُؤْرَتِي ، حَلَم السِّنِين .
فِي زَاوِيَةِ الْمُحِبِّينَ فِي أَزِقَّةٍ الجَزَائِر والحارات الضَّيِّقَة ، أَخَذَت أَعَزّ مَا أَمْلِكُ ، فَوْدَي الضَّعِيف المسالم لهمسك والبوح بسيرة النضال .
تَلْتَصِق الْعُيُون مِن النَّوافِذ الْمُنْخَفِضَة بِالْمَارَّة ، كُنْتُ أُرَاكَ كَمَا أُرِي عَامَّة أَقَارِبِي واصدقائي عِنْدَمَا يَمُرُّون يتسلحون بالصمود .
ذَلِكَ الْيَوْمِ . . ) عزيم ، نَعَمْ ذَلِكَ الْيَوْمِ
أَنْت مَجْنُون ، مَا الَّذِي أُتِيَ بِك إلَيّ هُنَا ؟ ! يَا لجرائتك عِنْدَمَا تَحَدّثَت تَوًّا .
كَان اقترابك كالهوي يُخَامِر إحساسي .
_ الْبُيُوت مُنْخَفِضَة والحارات تَسَلَّق الْجُدْرَان بِهَا أَسْهَل .
اِبْتَعَد أَيُّهَا الْمَجْنُون ، كُلّ الْإِحْيَاء مُتَجَاوِرَةٌ وَكُلّ مِنَّا يُرِي الْآخَر ، مَاذَا سَيَقُولُون عَنَّا ؟ !
_ عزيم أَحَبّ عَزّة .
أَبَدًا يا”عزيم” أَبَدًا ، لَا تَتَحَدّثُ عَنْ الْحُبِّ يَارَجُل الْقَلْب الْوَحِيد .
_ عَنْ مَاذَا أَتَحَدّث سيدتي .
تُحَدِّثُ عَنْ الْأَجْسَاد المتدفئة بالمقاومة للإحتلال ، تُحَدِّثُ عَنْ نَظَرِهِ الْعُيُون التعيسة بِلَا لِقَاءِ الأَحِبَّةِ ، تَحْدُث عَنِّي وَعَنْ لَوْعَتِي بِك حِينَ لَا أُرِي جُنُون حُبُّك ، وَقُوَّة قرارك الْفَرِيد ، تَحْدُث وَأَنْت تجبرني نحو النور ، وَأَنَا أُطِيع بِلَا تَعْقِيب ، تحدث عن اللذين فقدو في الدفاع عن الشرف والعزة .
اِبْتَعَد اِبْتَعَد يَا “عزيم”
تُرِي أَيْنَ أَنْتَ الْآن ؟ ! وَسَط الْحُرُوب والانتهاكات يَقُولُونَ إِنَّكَ بَطَل عَظِيمٌ ، أَرَاد الْحَرْبِ مِنْ أَجْلِ تَحْرِير الْبِلَاد ، فَبَاع قَضِيَّة الْحَبّ ،
تَقُول أُمِّي : إِنَّك شَهِيدٌ .
وَيَقُولُ أَبِي :
الْحُرّ خَلَق للبطولات الَّتِي ستذكرة فِي التَّارِيخِ .
يَا ابْنَ الجَزَائِر الْحُرَّة ، يَا ابْنَ بِلَادِي العنيدة ، أَنْتَ بَيْنَ الْعُظَمَاء ؟ ! وَأَيْن عَزّة فِي قَلْبِك ؟ !
تُرِي أَخَذَك الوَطَن مِنِّي ، وتمجدت بِالْأَلْمَاس التُّرَاب ، تُدَافِعُ عَنْ جُمُوعٌ شَعُوب بِلَادِك ، تَسَلُّخٌ المحتلين عَن رُقْعَة أَرْضِك ، تصفد أَحْلَامَهُم وَتُقْتَل رَغْبَتِهِمْ فِي التَّمَلُّكِ .
أَن أحبابك تلفحوا بالذكري وَالرَّحِيل إمَام عيونك .
عَزّة ، عَزّة بِنْت الجَزَائِر ، ستظل تتفرس الْوُجُوهِ فِي شتي الْأَزِقَّة وَالْأَمَاكِن ، تَبْحَث عَنْكَ يَا “عزيم”
يَا ابْنَ بِلَادِي وَبِنَاء شموخي اوتادي وَحُبِّي
“عزيم” عزيم” مازالَت أَشْعَر بدفء كفوفك ، عِنْدَمَا يَتَحَدَّثُونَ عَنْ الإنتصارات .
وَضُحْكَة بشوشة تَتَرَقْرَق لَهَا مَآقِي عُيُونِي ، أَنْت بَطَل بِلَادِي وَشَهِيدٌ الْحَبّ وَالتَّضْحِيَة .
هَوَاك يَلْتَفّ بخصري ، عَلْيَاء الضَّفَّة ، عِنْدَمَا أَحْمِلُ رَايَةً بِلَادِي ، الجَزَائِر الْحُرَّة .
إنْ مَاتَ “عزيم” فَهُنَاك أَلْف “عزيم” .