تارخية

لمحة من التاريخ في ذكرى اندلاع الثورة

لمحة من التاريخ في ذكرى اندلاع الثورة
1 نوفمبر الذكرى 66 لإندلاع الثورة التحريرية المجيدة.
إخوتي أحاول أن أتحفكم بلمحة من التاريخ.
تحتفل الجزائر هذه الأيام بذكرى اندلاع ثورة نوفبر المجيدة علينا أن نعتز بوطنيتنا ونفخر بجهادنا ونترحم على شهدائنا ونحكي قصة المجد لأولادنا وأحفادنا حتى يكونوا خير خلف لخير سلف…إليكم هذه الخواطر …
العبرة من ذكرى أول نوفمبر
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله
أيها الناس ، أيها الشباب خاصة :
تحتفل الجزائر كل عام من شمالها إلى جنوبها ومن غربها إلى شرقها بأغلى ذكرى تعتز بها وهي اندلاع ثورتها المباركة في فاتح نوفمبر عام 1954م ضد المستعمر الفرنسي الخائن الذي استعبدها سنين عددا من يوم أن وضع أقدامه النجسة عام 1830م فسام أهلها خسفا بأنواع الظلم والعدوان …
كانت الثورة هي الانطلاقة الرائدة والمحمودة العواقب من رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
إنها الانتفاضة الكبرى للشعب الأبي في غرة نوفمبر المجيد…
قال شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكرياء :
هذا نوفبر قم وحي المدفعـــا واذكر جهادك والسنين الأربعا
واقرأ كتابك للأنام مفصـــلا تقرأ به الدنيا الحديث الأروعا
وقل الجزائر واصغ إن ذكر اسمها تجد الجبابر ساجديــنا وركعا
أيها الشباب :
لقد استعمر الفرنسيون الجزائر هذه الأرض الطيبة ردحا من الزمن فاستحلوا مراعيها وتلذذوا بخيراتها واستعذبوا أنهارها فاطمأنوا بها وظنوا أنهم ماكثون فيها أبدا وما هم منها بمخرجين ، وهم لا يعلمون أنهم جاثمون على فوهة بركان خامد سيستفيق من سباته العميق طال الزمان أو قصر ويقذف بالحمم والنيران الحامية…
ففي ليلة غرة نوفمبر 1954 لعلع الرصاص واهتزت جبال أوراس الشماء فجاوبها الأطلس الشامخ واغبرت أودية الجزائر غاضبة كوادي الصومام ،الذي لا يرضى الهوان والاستسلام ، وكوادي ميزاب ، الذي لا يقبل والذل والعذاب …بل تفجر كل شبر من أرضنا الحبيبة دما …فجن جنون المستعمر وظنها القيامة وصكت آذانه تكبيرات المجاهدين من كل مكان …إنه ليوم رهيب مر على الشعب الأبي الذي ينشد استقلاله فازداد المستعمر حنقا وغيظا فأكثر من الاعتقالات والإعدامات والتنكيل والنفي والتهجير والزج في السجون والتخريب والإحراق ظانين أنهم سيقضون على هذه الثورة العارمة ظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا.
أيها الشباب :
يا من ولدوا في ظل الحرية إليكم بعض الخواطر وبعض الصور الرائعة من كفاح شعبنا وشهدائنا وبطولات آبائنا وأجدادنا في رد المستعمر الغاشم خاصة في وادينا الأمين حتى تدركوا مدى الجهاد الذي بذل حتى نعمنا بالاستقلال ، وتقدروا للجزائر قدرها وتشمروا على ساعد الجد للبناء والتشييد بالعلم والأخذ بأسباب الرقي والازدهار نحو مستقبل فاضل …
إن أجدادكم الذين ضحوا بالنفس والنفيس في سبيل الله لتحرير الجزائر كان شعارهم : الله أكبر وعاشت الجزائر مستقلة…يريدون أن يأتي أبناؤهم وأحفادهم فيعيشوا أحرارا …
إن الاستعمار لم يترك وسيلة لإبادة الشعب الجزائري وقمعه إلا استعملها فلجأ إلى التعذيب والاستنطاق فنكل بالأحرار أيما تنكيل بالتجويع وقطع الأطراف وسمل العيون والكي بالنار وأعقاب السجائر في مواطن العفة وبالكهرباء واستعمل المقصلة والشنق والذبح ، وعمد إلى التقتيل الجماعي وتدمير القرى والمداشر بقنابل النابالم المحرمة دوليا وإحراق البساتين والأراضي المزروعة بما فيها ومن فيها لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة …
وكم في الوطن من آبائنا الذين أدخلوا غياهب السجون المرعبة المنتنة وعذبوا ولكنهم بقوا صابرين صامدين لم يبوحوا بأسرار الثورة ولا بمخابئ إخوانهم المجاهدين…فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا …
أيها الشباب :
إن الثورة لما اشتعلت التف حولها أهالي الشمال والجنوب والشرق والغرب وكلهم إخوة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا نحو هدف واحد لا يفرق بينهم شيء لا لغة ولا مذهب ولا عرق ولا طائفية ، يجمعهم دين واحد ومصير واحد طيلة أيام الثورة حتى استقلت الجزائر ورفرف علمها فوق المباني والمنشآت ، ودوى في البلاد نشيد قسما بالنازلات الماحقات ، في يوم مشهود في الخامس من جويلية عام 1962م…
إن آباءكم المجاهدين أبلوا بلاء حسنا وقاموا ببطولات حار فيها الأعداء فمنهم من قدم روحه فداء للجزائر، ومنهم من صعد الجبال ، ومنهم من كان يداوي الجرحى ، ومنهم من بذل أمواله وأمد المجاهدين بالمؤونة والذخيرة والسلاح مسبلا حياته في غدوه ورواحه ، ومنهم من قاد العمليات الفدائية وأبدى آراءه العسكرية ، ومنهم من سخر دكانه لاجتماعات القادة الثوار في سرية تامة للتخطيط والتنفيذ ، ومنهم من حول حانوته ومنزله ومزرعته مخبأ للمجاهدين وأسلحتهم ، ومنهم من يقوم بمهمة ساعي البريد بين المجاهدين والأهالي لجمع المال والألبسة والأدوية مستعملا سيارته أو شاحنته معرضا حياته للخطر في كل حين ، ومنهم…ومنهم…
كانوا جنودا في الخفاء كل في دائرة اختصاصه وحسب استطاعته …لا يعملون في الأضواء الكاشفة ولا يريدون أن يظهروا في المحافل ولا أن تعلق على صدورهم النياشين والأوسمة ولا أن يحظوا ببعض متاع الدنيا…إنهم لا يبوحون بأعمالهم وما قدموا لأنهم يعتقدون أن ما فعلوه لأجل تحرير الجزائر واجب مقدس يؤدى وكفى ….
فاعتزوا بجزائركم ودافعوا عنها واحرصوا على وحدتها وارفعوا علمها وعزتها بالعلم والعمل والتقدم والازدهار فالمستقبل بأيديكم فلا تضيعوا الأمانة …والله معكم ولن يترك أعمالكم…
المجد و الخلود لشهداءنا الأبرار.

منقول

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. Nice post. I learn something totally new and challenging on blogs I stumbleupon every day. It’s always exciting to read articles from other writers and use something from their web sites. |

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى