كوني قوية بقلم يحي با شا سعاد
أحتاج أن أهرب من نفسي، من عقلي، من بقايا أحلامي، من كل الأشياء التي انتهت لكنها استمرت في داخلي، أصبحت في ضياع تام، تشتت روحي، غرقت في أوهامي، انغمست في بحر أفكاري، بالغت في آمالي وتوقعاتي، انشغلت عن كل شيئ، أنا تائهة وحائرة، مبعثرة وممزقة، أبحث عن الأمان، عن الاحتواء عن أيد تحتضنني و لا تتركني.
الوقت الذي مضى أصابني بالضرر، لاتوجد كدمات على جسدي، ولكن توجد ثقوب في روحي، لم يبق سوى الندبات، أصبحت منشغلة عن كل شيئ، مرور شريط الألم أمام أعيني، صور مهترئة، أطياف راحلة وذكريات عتيقة تتجسدني وتخترقني.
لا أعلم أين يوارى جثمان الذاكرة، فلقد أصبحت أنفاسي ترهق رئتايا، أبتسم رغما عني، أشعر بأنني غارقة في متاهة وليس لدي القوة لأجد طريقي خارجها، فلقد أصبح أمر التعلق مرعباً جداً، أنا أرى الطرقات مضاءة، ولكن الجميع تائه، أحاول البحث عن النور الذي يضيئ عتمتي، حتى ولو أتى ذلك النور من ثقوب روحي، مستعدة لتتبعه، متيقنة أن الله لا يترك أحدا في العتمة.
في رحلة بحثي عن النور، وجدته بقربي، لطالما احتضنني قلب أمي وكلماتها، وتربت على كتفي حروفها، حينها أيقنت أن الصدور أوطان، وأن القلوب بيوت آمنة، وكلما تهت وغرقت في متاهات الحياة لجئت إلى صدر وقلب أمي.
أيقنت أيضا أن نوافذ الأمل دائمة مفتوحة أمامنا لكننا نحن من يلوثها بغبار يأسنا وعجزنا الدائم.
أنا على اليقين أن الحب الذي أهديته بقلب مخلص لن يضيع سيعود حتما إليّ، عليّ فقط أن أؤمن بنفسي وأغير من حالي إلى الأفضل، أتمسك بأهدافي وأمنياتي، أحفز نفسي لأصنع النجاح الذي يليق بي، وأثق في قدراتي دائما.
عليّ أن أتأكد أن كل شيئ سيصبح على مايرام وأتعلم جيدا، وحين أسقط لن تكون المرة الأولى ولا الأخيرة، ولكني سأستمر وأستطيع فعل ذلك في كل مرة شعرت بالغرق ونجوت.
لطالما حاولت الحياة أن تسرق شغفي، صدقي، أحلامي، بساطتي، وراحتي ولكنها أمام اصراري على التمسك بهم، لم تتمكن من فعل ذلك.
قررت أن أحب نفسي وأتمسك بأحلامي كطفل صغير لايعرف اليأس، كمؤمن صادق يعلم أن الله على كل شيئ قدير، قررت أن أقف على عتبة الرضا لأجد نفسي كلما ضاعت مني.
يحي با شا سعاد من مستغانم