إشراقات أدبية

وحين نموت بقلم: “سعيد إبراهيم زعلوك”

وحين نموت

سعيد إبراهيم زعلوك

وحين نموت ،
وتمحو الريح ،
والنسمات الرقيقة
آثار خطانا ،
من سيحكي بعدنا ،قصة هوانا

من سيخبر الأشجار
أن قامتنا كانت مرفوعة، عنان السماء
وأن قلوبنا كانت صافية
كانت تعج بالضياء

من سيخبر البلابل فوق الغصون
أننا كنا نغني الأسى والشجون
وأن أصواتنا كانت أجمل ما يكون

من سيخبر البحر، والشطآن
أن قلوبنا كانت أكبر
وكانت أغزر
وكانت أمهر

من سيقول للنسيم فوق النيل
إن قلبنا كان أرق من النسيم
وإننا كنا بالحب أقوياء
وكان قلبنا نبيلاً

من سيخبر عنا البشر
أننا كنا أجمل من القمر
ولكنه القدر
قد حكم علينا وعلى قلوبنا
بالتعاسة والشقاء
وأن تحيا في عناء

من سيخبر تراب بلادي
أنني كنت مخلصاً
لكل حبة رمل، وكل شبر
وكل ناحية
أنني كنت أعشق سهولها
وجبالها، وهضابها
والحقول الخضراء
وأعشق الصحراء
والترعة، والساقية
وأني عشت في رحابها حياة هانية

من سيخبر أمي عني
ويقول لـها إني كنت طيب القلب
مع كل البشر
وإنني كنت أحبها، وأهواها

سعيد إبراهيم زعلوك

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى