إشراقات أدبيةالخواطر

جرعة بقلم اسامة بوقصير

لا بد للمرء من التغير إلى الأفضل إن كان يعيش عكس ما يريد ..
إن التغيير ليس بالصعب أبدا كما يتادوله أغلبكم سواء في أحاديث عتاب النفس لذاتها ، أو مجالسات فضفضة مع الآخرين ، لتتغير للأفضل يكفيك أولا أن تنشأ هذا التغير كفكرة ، لأن التفكير في الشيئ نصف الوصول إليه ، بعدها أخرج من حيز السلبية الذي تحشر فيه نفسك ، حاول أن تفكر في أمل ما ، أن ترسم أهدافا نبيلة تكفيك لتنال الرضا الذي لا تشعر به للآن ، في النهاية إن الشعور بالرضا هو أسمى درجات التصالح مع الذات ، والمتصالح مع ذاته لابد له من الوصول عاجلا أم آجلا !
طالع مجالا لا تفقه فيه شيئا ، إسمح لعقلك بالعمل على أمور لم يتدبرها سابقا ، إجعله يعمل على نطاق أوسع ، إن الركود الفكري يسبب الكآبة التي بدورها تستوطن النفوس وتجعل من المرء جثة هامدة بلا روح ، ألم يحثنا الله بالتدبر في هذا الكون !
ألم يميزنا بالعقل هذا الذي لا تفسح له المجال ليعمل ، حتما سنحاسب عليه وإلا لم جئنا إلى هاته الحياة !
ورب العزة لإن الهموم ستزول بذكر الواحد الأحد والثبات على ديننا الحنيف ، إن الله قريب .. قريب جدا ، أقرب إلينا من حبل الوريد ، ينزل إلى السماء الدنيا في كل ليلة ليسمع دعاء عباده ويجبر خواطرهم ، أذكر الله في نفسك وسيذكرك في نفسه ، تخيل أن يذكرك الله في نفسه ، إني أتخيل حجم سعادتك الآن ، لم لا ترفع يداك في هاته اللحظة بالضبط وتخاطب جلالته عزوجل خطاب العبد لربه !
إن الأمر لا يتوقف هنا وحسب بل بثباتك وعزمك على ما تريد ، بتصميمك على نيله ، وهذا ما يسمى بجهاد النفس ، حلاوته تكمن في صعوبته ، فلا تهمنك صعاب الأمور مع علمك أنك ستنال المراد ولو كان بعد لحظة من الآن !
يا سادة لا أروع من الحقيقة ، ولا أبشع من الأوهام التي تعد بدورها سبيلا للشقاء وأعوذ بالله من هاته الكلمة !
بعد أن تغير من نفسك ، ستحس بالأشياء الثمينة من حولك وستسعى لنيلها ، ستعيش كريما شريفا طاهرا غنيا بذاتك سعيدا ، ستتغير نظرتك للحياة ١٨٠ درجة ، حتى أسلوبك في العيش والتعايش سيغدوا نادرا ، ستكون قدوة لمن كان على حالك قبل أن تصعد هاهنا ، ستكرس حياتك لتزرع الخير وتحصده عند الله فإن كنت من أحب العباد إليه فقد تجاوزت الإختبار الحياتي بنجاح .

أسامة بوقصير

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى