إشراقات متنوعةالقصة
ذكرى بقلم: “ساره سليحي”
ذكرى
توقفت عن المسير نحو الغد المجهول ، و قررت هجرة حبك المأمول ، كان أملي أن أكون لك على طول ، و لكنك حطمته و حطمتني معه .
جلست على شاطئ البحر الذي لطالما جمعنا معا ، و على نفس الحجارة التي لطالما شهدت على حبنا ، جلست أنظر إلى الفراغ اللامحدود و زرقة البحر تأخذ بي نحو الأمس القريب ، أخذتني ذكرياتي الى عينين لطالما كانت مصدر أماني ، رأيت صورتك في انعكاس البحر ، فتذكرت ذاك اليوم الأليم ، يوم شهدت فيه خيانتك ، يوم قتلتني بدم بارد جليد ، جلدت قلبي المسكين ، و طعنته بخنجرك المسموم .
فتاة في أبهى حللها و جمالها أتت صوبي ، طلبت مني الجلوس بجانبي على نفس الصورة التي كانت مصدر حبنا ، و معها رجل يظهر من طريقة تعاملهما أنه يحبها و تحبه ، لم أرفع رأسي نحوهما بل كنت أنتظر اتصالك بعد تغيرك ذاك ، و فجأة سمعت صوتك ينادي باسمها ، أحسست بأن الدنيا قد توقفت حولي ، فرفعت عيناي أنظر اليك ، لتتوقف الكلمات على شفتاك ، أدمعت عيناي فتحركت ركضا نحو البحر ، و كأنني أريد أن ألعب بمائه ، و أستنشق عبق عطره ، و لكنني كنت أهرب نحو الماء منك بل من نفسي حتى ، لتأتي تلك الفتاة نحوي ، وقفت بشموخ و اعتزاز ، قالت : ذاك خطيبي و قريبا سيكون زوجي ، آسفة لأنني وضعتك في موقف محرج كهذا . صمتت و كأنني أقول لها : لا بل أنا التي علي الاعتذار ، انا من ظننته لي ، أنا البلهاء التي احبته بصدق …. فقط نظرت نحو الفراغ و سقطت جالسة امام البحر .
و في غمرة ذكرياتي تلك لاحظت طفلا يتحرك نحوي ، ذهبت اليه و أخذت بيده ألاعبه ، لأجدك قد أتيت و زوجتك معك و يدك بيدها ، واضح عليها الارهاق فهي حامل في الشهور الاخيره بابن آخر لكما ، وقفت أمامكما بشموخ عكس الحزن الذي بداخلي و قلت لها : مبارك اختي و عسى أن يكون ابنائك مثلك . تركتك اليوم انت مصدوما من ردة فعلي ، و انا امشي برفقة خطيبي الذي قد اتى أخيرا ليأخذني الى قفصه ، جلست تحدق بنا و أنت ترى حبه المتلألأ في عينيه ، أعلم أنك الآن تفكر كيف استطعت نسيانك و تجاوز ذكراك ؟! اذن سأجيبك : لم أحبك يوما فالحب الحقيقي لم أشعر به الا مع من أرادني له طيلة العمر .
ساره سليحي / العاصمة