الملامح القرآنية و النّفسيّة في قصيدة “هو و أنا ” للشاعر الفلسطيني محمود مفلح بقلم: “الكاتب بولمدايس عبد المالك”
الملامح القرآنية و النّفسيّة في قصيدة “هو و أنا ” للشاعر الفلسطيني محمود مفلح
الكاتب بولمدايس عبد المالك
الشّاعر محمود مفلح غنيّ عن التّعريف و شعره أشهر من نار على علم ..شعره من السهل الممتنع الذي هو في غنى عن الزيادة و التوضيح و الشروحات ، و كون قصيدته “هو و أنا” قصيدة من النوع الاستفزازي لفظا و معنى ..فهل سأركب صهوة الكلام لأجدّد قول المعري:
فإني وإن كنتُ الأخيرَ زمانَهُ ** لآتٍ بما لم تسْتطِعْهُ الأوائلُ
أو سيكون حالي كنافخ في رماد أو أعود أدراجي على سنن خفيّ حنين .. و لكن سألقي بالشباك و أنظر هل علق بها سمك أم لا فبحر الكامل لم يخيّبّ ظنّي أبدا و خاصة و قد ارتضاه شاعرنا في صياغة مقاطعه و بيان معانيها .
و بين “هو” المتكلم الغائب و “أنا ” المتكلم الحاضر ينسج لنا الشاعر شالات معتّقة من أصواف تجربته الحياتية الطويلة ، و خبرته المكتسبة عاقدا لحوار هادئ بين “هو” وجهة النظر الغائبة و “أنا” وجهة النّظر الحاضرة ، و بأسلوبه العربيّ المبين و على عادة شعراء العرب في الجاهلية ينجح في إدارة هذا الحوار بين ركنين من أركان الدولة ..حاكم مستبد مستهتر و مواطن ناقد متبصر ..و حتى يكون الحوار موضوعيا و بناءا و يكون له ثمار بدأ بوجهة نظر “هو” و ثنّى بـ ” أنا ” ؛ فعالم السياسة يشبه ظاهرة السراب ففي الوقت الذي يظن السياسي بأنه أدرك ضالته يكتشف بأنّه كان جزء صغيرا بسيطا أو بيدقا جنديا في لعبة الكبار ..
القصيدة من النصوص السياسية العميقة انتهج فيها شاعرنا الكبير أسلوب التهمكم و السخرية كمرحلة أولى ثم مال ميلته الواحدة لينتصر لـ “أنا” تاركا “هو” يجرّ أذيال خيبات مثقلات.. هي معارفه بعدما استوت و آتت أكلها يقدّمها لبني أمته بل و للإنسانية على صحاف من ذهب و في أبهى حلّة و بأصدق شعور و أكمل حبّ ..
هو وانا …
1. “هو” : الأدلة و الحجج .
يا من يقاتل مرتين ويهرب
ويعود ثانية ولا يتهيّب
أنا لا أرى الا مصائب أمتي
فعلام ترقص في العراء وتطرب؟
قل ما تشاء فإن قولك فيصل
ورؤاك في فن السياسة مذهب
بأسلوب المتهكم السّاخر يستفتح شاعرنا محمود مفلح قصيدته مستهلا حديثة بحرف نداء بليغ فهو بصراحة لا ينتظر ردّا إيجابيا من ” هو” و إنما أتى بالنّداء من باب لفت الانتباه لقيمة ما سيورده من أحاديث و أشجان ..و يمثل “هو” كلّ سياسي عربيّ فاشل برغم كثرة هزائمه و فضاحة أفعاله و وضوح عوره يعود في كلّ مرّة دون حياء و لا تورع ليعلن بين النّاس عودته المباركة و بمشروع جديد خارق ..و ما خطبه الرنّانة التهريجية إلا دليل على شدة وقاحته و استهتاره بعقول الشعب و تضحياته الجسيمة و تاريخه الأمجد ..بل و يسلّم له بالغلبة و بسداد رؤاه السياسية و يعدّ تصريحاته من باب القول الفصل الذي لا كلام بعده و بالغ في استحسان عودتهم بأن سلّم لهم بصحة مذهبهم السياسي و نبوغهم في فن السياسة .و هذا النوع من الاعتراف هو من باب التنقيص و المهانة و التعيير وهو من الأساليب المشهورة في لغتنا العربية و يوجد منه الكثير..
وما سبب انتهاجه لهذا الأسلوب من جهة ثانية إلاّ إشارة واضحة و انتقادا لاذعا للشعوب التي تصدّق في كل عودة ترهات و أكاذيب و ادعاءات هؤلاء الساسة المحترفين للزندقة و المكر و الخديعة وتعمّد التلميح لهذا المعنى احتراما للشعوب العربية البائسة الطيبة من التجريح و التنقيص و ترك للقارئ الحصيف استنتاج ذلك و هذا ملمح نفسيّ لافت ..و بدأ يعدّد مناقب هؤلاء الساسة الفاشلين المنهزمين و أوردها مرتبة في ثوب عين الرضا و لكنّ معانيها و مخرجاتها تدلّ على العكس تماما كما سبق الإشارة إليه ..
فهؤلاء السّاسة أضحوا أربابا تعبد ..أوليس الأمر و النهيّ من مستلزمات الربوية ..بل و حتى الطعام التي تأكله الشعوب و الماء الذي يشربونه هو من بركات حسناتهم و محاسن أفضالهم ..بل و أكثر فما تلك العطور المستوردة التي يتهافت عليها النسوان و حتى الرجال إلاّ من هداياهم النفيسة و كرمهم الحاتمي و لكنّهم عند احتدام الخطر و مداهمته ينقلبون إلى نائحات تندب حظهن و مآلهنّ …
أنت الذي تنهى وتأمر بيننا
وتعد أشهى ما نريد وتسكب!
وترش عطرا كي يسيل لعابنا
بين النهود وفي المصائب تندب
و يزيد العصابة تهكما و استهزاء حين ينعتهم بقمر الزّمان الذي لم يخلق في الوجود مثله موافقا أبي فراس الهمداني حين قال:
سيذكرني قومي إذا جدّ جدّهمُ ..و في الليلة الظلماء يفتقد البدرُ
و وصف نورهم و هالتهم بالعطر الذي طال كل فرد من تلك الشعوب البائسة .. معرّجا على بلوغ كلامهم قمّة البلاغة و الكمال و الجمال إشارة إلى تلك الخطب السّجعية الرنّانة التي يعدّها أدباء السوء و البلاط و هذا ملمح نفسي آخر ..و لا يفوته في معرض الافتخار و الإشادة بأفضالهم و مزاياهم حين ينعتهم بالقطر الهامر و الغيث المنتظر حتى خجلت الشعوب من النّظر إلى وجوههم المزهرة و هم متربّعون على عرش السماء و كبدها بثوبهم الملكي الفضفاض و حليّ الذهب التي يتزيّنون و يحتفون بها في مهرجاناتهم و احتفالاتهم .. إشارة قويّة لطبيعة الحياة المترفة التي يعيشها هؤلاء السّاسة على خلاف شعوبهم و أوطانهم التعيسة و هذا من الملامح الصادمة ..
يا أنت يا قمر الزمان وعطره
إن لم تطل فكل أفق غيهب !
لولاك ما اجترح الكلام كلامه
قطر سواك وأنت أنت الصّيّب !
خجلت عناقيد الضياء وأنت في
كبد السماء مفضض ومُذهّب!
و بعد هذا الإطناب في المدح المزيف و الثناء غير المستحق يلتفت إلى ثروات الوطن العربي و خيراتها من فوق و من تحت التراب ..و يأتي على ذكر بعضها من باب الإشارة بالجزء على الكلّ ..و يبدأ بالنفط و البترول و احتياطاتها الرهيبة و كذلك الثروات المائية ليختتم مهرجان ثنائه بأنّ هذه الزمرة السياسية قد امتدّت مملكتها الواسعة و سيطرتها حتّى على الغيوم الحبلى و رقاب ومضات البرق معلنة بكل جراءة بأنّ كلّ البروق ما هي إلا انعكاس لبروقهم كمظهر من مظاهر الانسلاب بهم .و هنا يتجلّى ملمح نفسيّ متوارٍ عن الأنظار و لولا منظار الذوق السليم ما انكشف ضبابه و ستار سحبه .. تخاذل الشّعب و سكوته عن طغيان الباطل و بذلك يكون مشاركا في تشجيع تلك العصابة في تنفيذ مشروعها و التحكم في رقاب الناس و ثروات الوطن ..و يذكرنا هذا الملمح النفسي بقوم فرعون ” فاستخفّ قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين” سورة غافر ؛ فاستحقوا بأن يوصفوا بالفسوق و هو أعلى درجات العصيان و ليس بعده إلاّ الكفر البواح .
ورحلت من عطش الرمال ملوحا
عندي الزلال من الموارد فاشربوا
عندي الغيوم المثقلات وبرقها
كل البروق سواي برق خَلِبُ !
و كجيش جرّار كرار يميل على الـ ” هو” ميلة واحدة لا تبق و لا تدر ؛ فالأشياء بأضدادها تتمايز و النّصح لهذه الأمة العريقة يقتضي ركوب متون هذا البحر الأهوج الطامي ليتبين الخيط الأبيض من الحقيقة من الخيط الأسود ، و شرع الشاعر بإرسال وحدات خميسه و وفق استراتيجيته العسكرية المدروسة و المخطط لها ليرسل بتشكيلاته الخماسية في شكل وحدات منظمة و على الترتيب كعادة القادة الكبار و تخطيطاتهم المحكمة و انتصاراتهم الساحقة..
2. ” أنا “: ننقض الأدلة و دمغ الحجج.
المقدمة :
على طريقة المتنبي يرفع صوته ليعلن بأنّ هناك من يرفض الظلم و الطغيان و على رأسهم الشاعر نفسه و بنفس تلك الرّوح الوثابة الرافضة لكل أشكال القهر و الاستبداد يدندن على أنغام بيت شعريّ ليعيد إلى ذهن القارئ نرجسية المتنبي حين صرّح :
أنا الذي نظر الأعمى إلى كَلمي .. و أسمعت كلماتي من به صممُ
و بلغة واضحة قويّة يستفتح رفضه مزهوّا واثقا ؛ فارهف سمعك لتستمتع ببليغ كلم و جمال بيان و بعد نظر و حضور بديهة حين أنطق ما من شأنه السكوت و أسكت ما من شأنه النطق …و ما هذا الكم من الألفاظ الفخرية إلا دليل على تمكنّه من رقابها ..الرواء..التاج ..العزف ..الأوراق ..الحروف ..الخصب ..الإعجاب ..و حفاوته بما أوتي من بلاغة و فصاحة ..و هذا ملمح نفسي آخر يكشف عن استغنائه عن تلك الملهيات و الامتيازات و اكتفائه بجواهر اللغة و نفائسها .
وأنا رواء الشعر تاج بيانه
قل للذين يناقشون تأدبوا . !!
فأصابعي عزفت على أوراقها
وأنا الحروف على لساني تخصب
فإذا نطقت فان نطقي معجب
واذا صمت فان صمتي أعجب !
الميمنة :
التعبير بالرؤيا ملمح نفسيّ فليس الخبر كالعيان وتوظيفه للفعل الماضي “رأيت ” للدلالة على تحقق رأيته و صيرورتها من الماضي الذي لا يساوره شكّ أو تردّد ..و كرّر الفعل “رأيت” ستّ مرّات ليؤكّد ما ذهب إليه من أحكام قاطعة لا تقبل التفنيد أو الكذب .. و راح يبثّ أحزانه و همومه في تشبيهات بليغة و صور بيانية حيّة متحرّكة ..
و من الصوّر الباكية المبكية حجم الدموع المنهمر من مقلتيه حتى أكل ملح دموعه مقلتيه فجفّ ضرعها و غدت الجنادب آمنة مأمونة ترتع و تلعب بخيرات وطنه الكبير و عهده بالجنادب الهروب و الفرار … و ساق بعض الأمثلة للدلالة على ذلك في صور تشبيهية كئيبة.. فهذا نخيل الرافدين الشامخة هاماته انتكست و تقوّست و سمُعت أصوات النعيب في مدينة الرصافة التي كانت مقرّ آمنا لوليّ العهد العباسي الخليفة المهدي و جيشه المظفر و استحضار التاريخ ممثلا في الرصافة ملمحا من الملامح النفسية التي توحي بتغيّر الأحوال و انقلاب الأوضاع فبعدما كانت يهرع إليها و يلتجأ إلى حماها صارت وكرا للجنادب و للعبثية و الخوف و الفساد …و أصبحت بغداد رواية مكتوبة تقرأ في فصولها حكاية عن أرض الحجاز أين تحكّمت عصبة و راحت تبطر و تبدد في النعم و الخيرات و تصرفها في غير مواضعها و محالها ..
و هنا يبرز ملمح قرآني خفيّ فــ “بطرت” كلمة قرآنية يقول الله تعالى : ” وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مساكنهم لَمْ تُسْكَن من بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الوارثين” من سورة القصص.. و الملمح المراد إنّما يتمثل في النهاية الحتمية المؤلمة و هي الهلاك و هي خاتمة طبيعية لمن يختار البطر و كفر النعم و تبذيرها في غير مظانها .. و يتألم قلبه عند رؤيته لشعب الحجاز الجبّار و ما يمتاز به من مواصفات و نعوت يشطب كما يشطب أحدنا حروفا أو كلمات …
أنا إن رأيت الدمع يأكل مقلتي
وغدت على صدري الجنادب تلعب !
ورأيت نخل الرافدين مقوسا
وسمعت بوما في الرصافة ينعب !
وقرأت في أرض الحجاز رواية
عن عصبة بطرت وشعب يشطب
الميسرة :
و التّقرّحات لا تزال تنزف مثخنة يلتف بعين حانية إلى أرض الشام و قد أحاطت بها الفجائع من كلّ جانب و نصبت المقاصل و فصلت الأعناق و الرؤوس عن الأجساد ..و في معرض هذه الفواجع يتذكّر القدس الشريف وحرق منبرها المبارك و خذلان المسلمين له دولا و حكومات و أفرادا و اكتفائهم بالوعود الفارغات و التنديد الاستعراضي من تطبيل و تزمير..
وتركت في أرض الشام فجيعة
طالت وأعناقا هنالك تضرب. !
والقدس وا لهفي على محرابها
كلّ يمنيها وكلّ يكذب!
القلب :
في هذا الهجوم التالي ينظر إلى عدد شعوب العرب و المسلمين الذي تجاوز المليار و نصف المليار و لا أحد يثور و يغار فكأنّ أرحام نسائه قد عقرت عن ولادة أبطال و مغاوير يعيدون للأمة أمجادها و انتصاراتها بالرّغم من أن الأرحام لا زالت خصبة معطاءة ثم يتعجب من أمرين ..من القمح الذي رفض أن ينبت و الأراضي خصبة واسعة و في هذا ملامح كثيرة كعجز الأبناء على حراثة الأرض و لجوئهم إلى استيراد القمح بالعملة الصعبة ..و يتعجّب ثانية من مواكب الأعراب التي أبت أن تتطور و تتقدم مكتفية بنظامها الملكي والقبلي و الطائفي ..
ورأيت آلاف النساء عواقرا
والماء في كلّ الموارد ينضب !
والقمح يأبى أن يسنبل عندنا
ومواكب الاعراب لا تتعرب
المؤخرة :
و تتضاعف فجائعه وتتقرّح حين ينظر بمنظار الروح فيرى أوضاع وطنه الكبير من المحيط إلى الخليج ..ليبيا ..اليمن ..لبنان ..و كثير من البلاد المسلمة قد أصابتها مخالب التشتت و أحرقتها نيران الفرقة و الاختلاف .. و نظرا لتأثره الكبير بالقرآن الكريم يأتي بصورة بلاغية يصوّر فيها هول الفاجعة التي شاب من هولها الولدان مستمدا أجزاءها من قوله تعالى : ” فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا ” .. و هناك ملمح نفسي آخر داخل هذه الصورة التشبيهية تؤكدّه الأبيات اللاحقة و أنّ هؤلاء الشيوخ المتحكمون في الرّقاب لم يخطر ببالهم أن يتنازلوا عن عروشهم لصالح شباب يافع طموح يحمل اللواء و يكمل المشوار و لكن شغفهم الكبير بالحكم و السيطرة و التملك حال دون ذلك …
ومن المحيط الى الخليج معارك
بين القبائل كل يوم تنشب
و رأيت طفلا شاخ قبل أوانه
ملّ الحياة وظهره محدودب!
في صورة ملتهبة حمراء يصوّر الشاعر تفاصيل مشهد جنسيّ شهوانيّ لشيخ هرم ضعيف لا يزال في مرحلة المراهقة إذ لم تمنعْه شيخوخته و بياض شعره و انحناء قوس ظهره و تسارع ارتعاشات جسده من التفكير و الخوض في مغامرات صبيانية شهوانية جامحة متكهربة .
و رأيت شيخا لايزال مراهقا
إن لاح طيف صبية يتكهرب !!
و مما زاد في يأس الشاعر من فرص التغيير رؤيته لولي الأمر ممثلا في رئيس حكومة أو ملك من ملوك العرب أو أميرا من الأمراء أن جعل له عن يمين عرشه مستشارا أرنبا و عن يساره وزيرا ثعلبا ..فالأوّل لا أعمى لا يرى مصالح حامه و ملكه و أميره كما قال المتنبي:
ملوك غير أنهم أرانب .. مفتّحة أعينهم نيَّام ُ..
و الثاني ماكر مخادع لا يفكر إلاّ في مصلحته الخاصة و جمع ما يمكن جمعه من الثروة و زيادة رقعة نفوده الشخصيّ..
وعلى يمين العرش يجلس أرنب
وعلى يسار العرش يجلس ثعلب !!
و بعدما رأى من الوقائع المؤلمة و الأحداث التي شاب لها الولدان التي أوردها هو يتقلّب من جمر السلوان و العزاء حرقة و حزنا على ما آلت إليه الأمة العربية يعلن استسلامه لسببين مفصليين ..عدم تمكينه من مقاليد الأمور فهو لا يملك من القوّة شيئا و أشار إليه بفقدانه للسيف المناسب .. و السبب الثاني ضعف همّته و عجزه أمام هذا الكم الهائل من الفساد و الدمار و أشار إليه بالقفز و النهوض من جديد في قوله “و لا أتوثّبُ “.
إن كان هذا ما رأيت ومثله
وأنا على جمر الأسى أتقلَّب!
فلأنني شلّت يميني قاعد
لا أنتضي سيفا ولا أتوثب !!
لطول سنين عمر الشّاعر وعراقة التجربة وحبّه اللامحدود لأمته حصة الأسد في تسطير هذه الملحمة وتصوير مشاهدها التراجيدية ..ثم إنّ للصدق و الوفاء و الواقعية و الموضوعية قسط كبير توفيقه للتعريف بقضيته و تبليغ رسالته بأحسن لفظ وأبلغ معنى .
الكاتب بولمدايس عبد المالك
03.02.2021