مشروع غيث العقول
أمام تحديات الحياة وعزوف الشباب عن القراءة ونقص سبل الدعم والتحفيز لهم لنهل العلم والمعرفة؛ ولبث روح التعايش بين أفراد المجتمع من شتى بقاع الأرض من جهة، وسعيا للنهوض بأنفسنا وصنع أمجاد الأمة لتنمو وتزدهر من جهة ثانية، جاءت فكرة غيث العقول لتغرس عادة القراءة في نفوس الآخرين وتقوي الروابط والعلاقات بين المجتمعات من خلال جمعهم في عائلة واحدة وتحت سقف واحد وهدف واحد ألا وهو صقل القراءة وجعلها عادة يومية .
انطلقت الفكرة في أواخر سنة 2014 من أرض العراق الحبيبة وعلى يد الأستاذة والكاتبة العراقية / “نسيبة محمود” التي آمنت بالفكرة وسعت لتجسيدها ونشرها خدمة للعلم والمعرفة، حيث كانت في بادىء الأمر تضم عينة من القراء يجتمعون في مجموعة برفقة كتاب وخطة قراءة .
وفي سنة 2015 تم تطبيق الفكرة والعمل عليها من خلال فتح مجاميع للقراءة بالمسنجر ضمت أعدادا معتبرة من القراء، ولأن الفكرة ولدت من رحم التحدي والعزيمة توسعت وتطورت مع مرور الوقت لتضم الآلاف من القراء ومن مختلف الدول العربية تحت هدف واحد ألا وهو إحياء القراءة وبناء أمة قوية متماسكة .
مشروع غيث العقول :
هو مشروع شبابي عربي لجميع الفئات العمرية (2 سنة إلى 60 سنة)يسهر عليه فريق متطوع من شتى الدول والبلدان، يضم مجاميع مختلفة للقراءة في المسنجر ، الفايسبوك، الواتس آب والانستغرام طبقهم المشترك باقة من الكتب الهادفة البناءة والمختارة بعناية من إدارة المشروع.
مميزات القراءة بالمشروع: أهم ما يمز المشروع مايلي:
_ يجتمع القراء في قراءة الكتب بطريقة جماعية ومناقشتها وتحليل محتواها إضافة إلى تقديم فقرات منوعة لصالح القارىء ؛
_ يتم الإعلان عن واجب القراءة والمقدر بخمسة عشرة ( 15) صفحة يوميا في مواسم القراءة وفق خطة منظمة ومحفزة؛
_ يجمع الفريق الإداري القوائم اليومية والنهائية للقراء الملتزمين ويسهرون على متابعة القراء وتحفيزهم؛
_ تناقش الكتب بطريقة جماعية ويتم الإعلان عن الفائزين وتكريمهم بشهادات مميزة .
إن مشروع غيث المشروع يسعى دائما لتقديم الأفضل للقارىء فتجد محاضرات قيمة وضيوف شرف على المباشر من مؤلفين ومدربين وشخصيات مهمة، كما ينظم المشروع دورات من حين لآخر وفي شتى المواضيع تحت إشراف أساتذة مختصين بالمجال .
هذا من جهة ، ومن جهة أخرى يتيح المشروع لأصحاب الأقلام الواعدة التميز والإبداع من خلال الكتابة والتأليف وتحفيزهم .
إن المتجول في المشروع إما من خلال مجموعات القراءة أو من خلال الصفحة العامة يلاحظ عدة مزايا من النظرة الأولى حيث يمكن جمع وتلخيص أهم المميزات التي يهتم بها المشروع كالتالي :
1- يستقطب المشروع جميع الفئات العمرية حيث فتح أبوابه للفئة من : 2 سنوات إلى 60 سنة.
2_ بساطة الكتب ، سهولتها وخفتها وعمقها لذلك تتنوع مواسم القراءة بالمشروع حسب قدرة واستيعاب القارىء أين يتم إضافته للموسم المناسب، إلى جانب مراعاة التنويع في باقة الكتب حتى تعم الفائدة أكثر وتتنوع بذلك مصادر المعرفة لدى القارئ مما يساهم في تطوير أفكاره وترسيخها والعمل بها ؛
3- تطوير المهارات وتنمية القدرات من خلال البرامج التثقيفية والتوعية التي يتيحها المشروع للمشتركين إضافة إلى فعاليات تسمح بصقل المواهب وتطويرها ؛
4- خصص المشروع مواسم استثنائية خاصة كتخصيص مجموعات للقراءة للبنات فقط من أجل تحفيزهن ومتابعة تقدمهن لبلوغ مراتب عالية في حياتهن.
5- مواكبة التطور التكنولوجي وفتح مواسم حسب الأذواق والرغبات خدمة للقارىء من جهة ومن جهة أخرى تساوي الفرص وتسهيل الولوج لعالم القراءة وكسر الحواجز التي تعيق انتشار القراءة في وسط الجماهير من خلال مواسم على الواتس والانستغرام والمسنجر ؛
6- توطيد جسر التواصل وبناء علاقات قوية متينة بين القراء ونشر الثقافة العربية و الإسلامية والحفاظ على الهوية إضافة إلى الاعتناء والمحافظة على اللغة العربية كوسيلة للتعارف وتبادل المعرفة ونشر القيم والأسس الفاضلة بين القراء ؛
7- فتح مواسم لفئة الأطفال لتقوية رصيدهم اللغوي ومساعدتهم على مواكبة عالم القراءة من الصغر تحت شعار قارىء اليوم قائد الغد؛
8- تحفيز القلم والحرف على الكتابة والإبداع من خلال البرامج المسطرة لذلك فكل من يملك الريشة المشروع جهز له القاعدة الاولية للولوج إلى عالم الكتابة والتأليف.
يجدر بالذكر أن المشروع يضم مكتبة واسعة ثرية على التلغرام التي من شأنها توفير الكتب الجاهزة للقارىء دون عناء فيسهل عليه القراءة واختيار الكتب بكل أمان واطمئنان ، فنجد عدة كتب موجهة لجميع الفئات العمرية مع تحديد عنوانها وصنفها لكل زائر ، فهي زاد تعينه ويتقوى بها في مسيرته المعرفية .
من خلال ما سبق يتضح لنا ان المشروع متعدد الأذواق يراعي كل الحيثيات ويعبد الطريق أمام الجميع بهدف ترسيخ القراءة ونشرها، بأسلوب بسيط مرفوقا بمتابعة مميزة من الفريق الإداري الذي يسهر على راحته .
نذير تومي
نذير تومي
