إشراقات أدبيةالنثر

كلمات أزفها…… بقلم رمضان بن لطيف


___كلمات أزفها___

كلمات أزفها إلى فئات إندلعت بينهم نار الفتنة وتعفن لب خلقهم بالصفات الذميمة وتسلل الحقد والحسد إلى أفئدتهم فمكث هناك ليجعل على وجوه هؤلاء لافتات الشر المستطير

كلمات أزفها إلى عقول رسخت فيها عقيدة الجهل وألسنة،

حادة حاورت بلغة التعصب ونفوسا سارت على درب الخطأ

وانحادت عن بوصلة الحق وتاهت عن وجهة الصواب

كلمات أزفها إلى أناس إعتزوا بأنفسهم وتراؤا للملأ بالنرجسية وتلبسوا بجل الألوان كما الحرباء.ومع هذا أن بواطنهم تخفي الأشواك وينهل منها السم القاتل،كلمات أزفها

إلى ذوي الأحقاد. الغدر والخيانة إلى من يمدح في الوجه

ويذم في الغيب إلى من يصنع بلسانه فيجافيه قلبه.

ها أنا عبوس الوجه شريد الذهن تشغلني كل قضية تعكر

صفو هذا المجتمع فلا ينام لي جفن ولا يهدأ لي بال

حتى أرى العدل حاملا لوائه في شساعة الأفق

فكم أنا متضايق وغريب ومنزوي الفكر في زوايا الانطواء

يحاصرني الصمت من كل جهة فعساني أجد بالكتابة ظالتي

وأشفي غليلي وأذوق طعم الراحة فإني أحب التآلف لا التخالف وأمقت الإنقسام والتشتت فنحن خير أمة أخرجت

للناس فكيف يجدر بنا أن نعلن رعناء الحرب على بعضنا البعض ونهدم ما نبني ونقطع مانغرس فلا بد أن نحاسب

أنفسنا قبل فوات الآوان وأن نضحى عسلا مصفى يُشفى

منه كل عليل وأن نتضاعد عند الشدائد فالكل منا إلى الله عائدا،أفلا تكن حربنا على إبليس مظفرة وتضعف أمامنا

الأمم الكافرة.لكي ننال من الرحمان المغفرة فيجب على

المتعلم أن يرأف بالأمي والعالم أن لايُرى متكبرا ومغترا

بنفسه بل يعالج القضايا بالتي هي أحسن وأن يتربى

على الفضائل لا على الرذائل وأن يتواضع مع العوام

وأن ينظر إلى نقطة بدايته كيف وُلدا عاريا ضعيف العقل

هزيل البدن فديننا الحنيف علمنا في الظاهر والباطن

فدونه لن نقوى وستردعنا العواصف الهوجاء فيجب علينا

أن نرقع ما أفسدنا وهلهلنا في ديباج الفضيلة.ونتمسك

بما جاء به الرسول (صلى الله عليه وسلم)فنحن قناديل

مضيئة ووشاح السلام ورمز المروءة العفة ودواء لعلل

الكون بحذافيره، فنحن الأمة الوسطى وخير من باق الأمم

لدينا كرامة شرف لايدنسه مدنس.لماذا لا تصحو ضمائرنا

ونتقيأ مرارة العلقم الكامنة في ثنايا أفئدتنا، لماذا الغل وسفك

الدماء وقتل الأبرياء بغير حق ألا نخش الله.كفانا جراح

كفانا صخب وصياح كفانا ليلا فليأتي الصباح وليطير

من كان مقصوص الجناح، آه فإننا عطاشى ونرغب أن نروى

من ثدي الحرية ونتوق لربيع الغبطة مذ أزمنة بعيدة لأننا

ما خالفنا هوانا وغرائزنا الجامحة،فتنافرت النفوس وصارت

غير متسامحة، لأن الدنيا أستولت على قلوبنا وزادت من ذنوبنا وعدنا فرائس لإبليس يقودنا بلجامه اللعين إلى أوكار

الموبيقات،فقد بلغ الباطل ذروته بيننا ولطالما طال بنا الصمت

على تغيير المنكر فعم الإبتلاء على الصالح والطالح وصرنا

سَوى، في حالة واحدة يرثى لها،فيا أسفاه على ما جرى

والأدمع التي إنهمرت قد روى منها الثرى.

وإننا لازلنا نرى أرواحا تزهق وفتن تضرم سعيرها بالعشي

والضحى،فهلموا إخوة الإسلام نخمد لهيب الفتن الذي

أوشك بنا على الهلاك ونتصدى لكل عمل جبان يمارس في وطننا

الحبيب ونقمع أهل الضلال في التمادي في إجرامهم

ونرسم البسمة على الثغور الجامدة ونزرع السرور في الوجوه

الكئيبة، أي صمت وخمول أوقفنا على عثرات العجز

فالكارثة بنا تطول وعلى الواد الخطير لم نقفز

فلتتنفس الصعداء بعد إراقة الدماء

ليصبح الشر على وجهه أسير في قبضة الحق وليحاكم بشرع الله، كي لايبق له أثر يزعج كل كائن ياإخوة الإسلام

كونوا كالبنيان المرصوص وكالجناح المبسوط لا المقصوص

كي نستظل تحت غصن الطمأنينة ننعم بالسلام

لا يفزعنا فازع ويطيب لنا النوم في المضاجع

فيجب أن نكون هكذا صفاء لا يمازجه تعكر

وقلب طاهر يتورع كل حرام ومنكر

ووردة عبقة تطلق شذاها على أميال بعيدة وفي الختام

أنهي رحلة الكتابة بمسك الدعاء

( اللهم وحد صفوفنا وانصرنا على من ظلمنا واجعل كيد الخائنين في نحورهم واصلح ذات بيننا يامجيب الدعاء يا أرحم الراحمين)

________________

بقلم رمضان بن لطيف

2004

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى