إشراقات أدبيةالقصة

كوفيد المضحك بقلم القاصةسهام رمضان محمد حسن مصر /اسوان

الاسم/سهام رمضان محمد حسن
مصر /اسوان

كوفيد المضحك
مقدمة
كوفد 19 أو ما يدعي بكورونا أنه حقا لمرض فتاك لكن الاشد فتكا من المرض هو الجهل .
دخلت زوجة فهيم الغرفة مسرعة لتوقظه بعد سماعها نبأ فرض حظر التجول.
• استيقظ يا فهيم ،لعلك تلحق أن تبتع لنا حاجتنا قبل مواعيد الحظر.
• حظر ماذا هل الحرب اشتعلت؟
كان فهيم شخصا بسيطا لا يهتم بالأنباء ،لا يهمه إلا قوت يومه ،لا يخطط ولا يفكر سوي في اللحظة التي يحياها .
• حرب ماذا انهم يقولون ان هناك مرض خطير يدعي كروني او شيء اخر لا اتذكره.
• استعد فهيم وخرج واصطحب معه ابنه الصغير ،بدا مشواره بالصيدلية المجاورة حيث صمم بها زجاج عازل ذو فتحة صغيرة لتسهيل عملية البيع والشراء .
• السلام عليكم
• وعليكم السلام
• ما هذا يا دكتور هل نقلتم الصيدلية الي احد البنوك ،ام ان هناك رصاص سينهال عليكم ؟
• لماذا كل هذا يا استاذ فهيم؟
ضخك فهيم ساخرا
• هذا كأنه احد شبابيك البنك
اكمل فهيم ضحكاته الساخرة.
• استاذ فهيم الم تعلم ان هناك مرض خطير يدعي كورونا و انه معدي للغاية ؟
• يا دكتور لا تقلق اتركها علي الله.
يبدو ان الكلام دون جدوي فتغير الثقافة و المعتقدات الخاطئة امر يحتاج لمجهود عظيم والي ان يحدث هذا قد يكون انتهي كل شيء جميل .
تمتم الصيدلي بكلمات غير مفهومة من دهشته لما يحدث .
• استاذ فهيم الم تري ابنك يلعق الزجاج وكأنه يلعق ايس كريم
ضحك فهيم كثيرا
• انه طفل يا دكتور
• تعلم كم جرثومة و كم فيرس انتقل الي جوفه بسبب هذا الفعل.
اخذ فهيم دوائه وانصرف ليكمل مشواره. وقبل ان يرحل حدث نفسه قائلا
• دكتور معقد جدا.
ذهب فهيم لمكتب البريد لصرف راتبه الشهري وقبل ان يدخل استوقفه موظف الامن يسأله عن كمامته
• اين الكمامة
• كمامة لماذا ،انا لم ادخل مستشفيي بل مكتب بريد ؟
• نعم هذا لحمايتك وحماية من حولك ان الفيروس خطير
• عجبا لهذا الزمان و امراضه الغريبة
اشتري فهيم الكمامة مغلوبا علي امره خوفا من الغرامة ليس الا .انتهي من صرف راتبه و اوشك علي المغادرة لولا ان اوقفه احد الاشخاص يسأله
• من اين آتيت بهذه الكمامة ؟
• خذ كمامتي فقد انهيت دوري.
• اشكرك فأنت رجل كريم.
• هذا شكر علي واجب
سمع احد الموظفين تحاورهما
• ماذا تقولان انها لكارثة ،هذه الكمامة للاستخدام الشخصي فقط و لا يجوز استخدامها اكثر من مرة.
رد فهيم ساخطا لا يرضيه ما سمع من الموظف.
• لا تكن مانع للرزق ،الناس لبعضها.
رد الموظف ساخرا
• حقا لولا امثالك يا سيدي ما هانت علينا تلك الازمة .
في نهاية اليوم و قبل بدأ الحظر اتصل فهيم بأحد اصدقائه لترتيب موعد ومكان لقائهم الخفي بسبب غلق المقاهي والمطاعم. وقررا ان يلتقيا سرا عند صديق لهم.
• يا لها من ايام صعبة ،مرر لي هذه الشيشة حتي ننس ما نحن عليه.
• حاضر يا فهيم ،تفضل انني قمت بتعقيمها للتو.
وكأنه بهذا التعقيم قضي بالفعل علي الفيروس. متغاضيا عن تجمعهم في ذاك المكان المنغلق الضيق ،متغاضيا عن تلك الايدي المليئة بالفيروسات ،متغاضيا عن تلك الزجاجة التي تمرر من فم لأخر .
مرت الايام و فهيم علي هذا الوضع لم يقتنع بالمرض و خطره الي ان اصيب بفيروس كورونا ،ذات يوم اصيب فهيم بوعكة صحية شديدة مما استدعي ذهابه للطبيب و كانت الصدمة حين اخبره بعمل بعض التحاليل و الأشعة للتأكد من اصابته بالمرض و فور ظهور النتيجة حوله الطبيب الي مستشفى العزل .
• ماذا فعلت بنفسي وبأسرتي ؟
• ليتني لم استهن بالمرض .
• لكن قدر الله و ما شاء فعل.
ليتنا نتوكل علي الله لكن بعد ان نأخذ بأسبابه ، لن يمنع الحذر نفاذ امر الله لكن حتما سيمنع كلمة ليتني فعلت وليتني لم افعل .ليت ضوء الوعي يصل شعاعه الي كل العقول .

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى