الصوت القاتل بقلم: “عبد الصاحب إبراهيم أميري”
قصة قصيرة
من الأدب الساخر
الصوت القاتل
عبد الصاحب إبراهيم أميري
،،،،،،،،،،،،
انزوى في مكتبة ليكتب قصة الأسبوع لبرنامجة الاذاعي، ونزول الوحي ليخط حروف قصته. و الاحتفاظ بروح الدعابة ، أستعرض أفكاره المزدحمة يتوقف عند كل واحدة منها زائرا ومتفحصا يعد أسنانها ويفحص سلامتها ، كمن يريد أن يقطف أحلى الثمار، حاله حال الفلاح عند جمع ثماره الطازجة ينتخب الذها طعما ، القلم قرر عدم الانصياع لولي أمره، ، يعترض على كل صغيرة وكبيرة من دون دليل معقول، هدفه الرفض فقط ، مما يجبر صاحبه على حذف كل ما كتب، ويرميها جثة في سلة المهملات، بدا يشك بتجربته الطويلة في عالم التأليف، الإ ان قهقهة القلم كشفت زيف اللعبة التي لعبها القلم مع صاحبة،
رمي القلم تأديبا ووقف كالفارس يتحدث بعلو صوته
-انا حاكم افكاري، لا أحتاج قلما وقرطاسا لادون مايجول حولي ، سأكتب افكاري من دون رقابة. ساكتبها كما أشاء انا الحاكم
كلمة حاكم كانت رصاصة خلاص، أستعرض بسرعة مذهلة حكام الحاضر والماضي ، بقيت كلمة الحاكم تطوف في رأسه تبحث عن منفذ أمين للخروج، كي لا يكون نصيبها سلة المهملات
ترك كاتبنا مكتبه ليستنشق قليلا من نسيم الصباح ، لعل النسيم يكون في خروج الكلمة بسلام، حط غراب على شجرة كبيرة وسط الساحة وهو يردد
-ضرط الحاكم
صرخ كاتبنا صرخة أرعبت الغراب فولى هربا
– وجدتها
تدحرج القلم حتى وجد نفسه بين أنامل صاحبة معتذرا
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
، في عصر من العصور وفي زمن من الازمنة، أستيقظ حاكم مدينة ما، فزعا، خائفا، يلهث، كمن خسر حربا، خسر تاجا، لا يركن و لا يهدأ
-عليكم بتاجي وسلطاني
-اين أنتم ونفذ للقصر غراب
ردد الجمع يتسألون بصوت واحد ولحن واحد
-غراب
-غراب هاجمني، لاتدعوه يفلت
أنشغلوا بالفحص والكشف والتنقيب والسؤال والجواب عن غراب هاجم الحاكم، لكن دون جدوى، عندها صاح بأعلى صوته
– كفاكم غفلة،
مؤامرة في القصرتدور
يقودها الغربان،
أعلن النفير وأجتماع أصحاب البطون والعقول والكروش و المقامات العالية، شكلوا دائرة حول السرير، يحموه من خطر الغراب، يعلنون الولاء بتقبيل يد الحاكم ، يباركون سلامته بالنجاة من مؤامرة في حلمه كانت تدور ، ، تفحصهم واحدا فواحد وهو يستذكر ما رأى، صوب نظراته ابتدأ على رئيس الحاشية، جمد الدم في شريانه أصفر وجه وخطف لونه
-أقسم يا مولاي انا كنت حتى الصباح، اتفحص أحوال الماشية،
يستدرك ويصحح الحاشية ،
أنتقلت نظرات الحاكم صوب، صاحب الأرزاق والماشية،
-وأين يجب أن أكون وحاكمنا يواجه تهديدا، انا من دفع عنك خطر الغربان،
استغرب الحاكم جل الاستغراب وعظ لسانه سهوا وصرخ
-لم أرك
تلعثم صاحب الأرزاق والماشية،
وارتبك، قاد نفسه لساحل الخلاص
-الناس الخلص يقول لا للرياء
شعر الحاكم بدوار عجيب هجوم الغراب وهو يسترجع حلمه
عندها صرخ الحاكم
-“إين هذا اللعين مفسر الأحلام ابن سيرين
همس وزير الوزراء
-‘عند الباب ينتظر إذن الدخول
،،،،،،،،،،،،،،،،.
– قص الحاكم حلمه الرهيب كما يدعي لمفسر الأحلام الكبير،
خرج إلى شرفة القصر، ليقف على حال وأحوال القصر، حط غراب على سياج الشرفه، نظرات الغراب الحادة، اخافته، انسحب للداخل ، وغلق الباب خلفه إلا أن الغراب نفذ للداخل واتخذ حالة الهجوم، كلما يبتعد عن الغراب، يقترب الغراب، حطت غربان أخرى على سياج الشرفه، بلع ريقة، بدأ الغراب يلاحقة، هجم عليه الغراب وخدش يده صرخ وبكى واستيقظ من نومه مذعورا
-خدش يدي
مؤامرة في القصر تدور
يقودها الغربان، غراب قليل الحياء
كان يقصدني
صرخ بصوته المخيف قار قار
نظر اليه إبن سيرين
-الغراب
-نعم الغراب نظر في عيني بوقاحة وقال
-انت الحاكم.، اجبته ، نعم،
الخوف هز كيانه في تلك اللحظات ولم يتمكن من السيطرة على نفسه ، فقد زمام اموره
خرجت الأصوات من تحته دون مرسوم
قالها إبن سيرين باستغراب
-ضرط الحاكم
-قالها قبلكم الغراب ضرط الحاكم، لم ينتظر الحاكم ردا. اختلط عليه الأمر وأعلن النفرير ، وهو يصرخ بغضب
-مؤامرة في القصر تدور، يقودها الغربان
اهدموا السدود، احفروا الخنادق، لا تدعوا الغربان يتوغلون
تأمل إبن سيرين في إجابته
-هذا كل ما رايته في المنام
-نعم
-لاتهدموا السدود والاسوار فالحلم يقول
يصيب الحاكم بلاء
– العلاج يا إبن سيرين
-دعوا الصبح يظهر
أعلن الفجر، اسودت السماء، اتهز القصر
علا في سماء المدينة، صوت الغربان
-قار قار ضرط الحاكم
القوم في الازقة والاسواق، يرددون
-واه ويلاه -ضرط الحاكم
والحاكم يلف ويدور، يبحث عن مكان آمن، سقط ومات، اختفت الغربان
وصدى صوتها يملأ الأسماع
– ضرط الحاكم
مؤامرة في القصر تدور
يقودها الغربان
أنهى الكاتب قصتة واذا به يسمع صوت رتل من الغربان، يحطون عند مدخل غرفته،
قار قار قار