إشراقات فنيةالقصة

 متحف اللوفر/بقلم  ا.د/ محمد موسى

    القصة القصيرة    

   متحف اللوفر   

  متحف اللوفر واحد من أجمل الأماكن عند الكثيرين من مثقفي البشر فى العالم ، وبطل قصتنا واحد من الذين يمكن القول عنهم أنهم مثقفون ، درس في أكبر جامعات العالم ، وحصل على أعلى الشهادات العلمية ، وتعود على التعرف على الثقافات المختلفة لدول العالم عن طريق زيارة المتاحف ، الي جانب السماع إلي الموسيقى في الأوبرا لهذه البلاد ، وعشق الموسيقى الكلاسيكية وأصبح خبيراً في أعظم المؤلفين العالمين لهذه الموسيقى مثل بيتهوفن وشوبان وموتسارت وكلما جاء الي فرنسا أول ما يفعلة زيارة متحف اللوفر والذي سبق أن زاره بالدقة خمسة عشر مرة ، وكما تعلق بأعظم مؤلفي كلاسيكيات العالم ، تعلق كذلك بالمدارس المختلفة للرسم وأصبح بيكاسو إلي جانب العديد من فناني عصر النهضة في أوربا مثل ليوناردودافنشي وروفائيل وغيرهم من الذين يجد السعادة عند مُطالعة لوحاتهم ، وبطل قصتنا تعرف على واحد من أشهر رسامين الدنيا عندما تعرف على المدارس الفنية فى العالم وهو مازال صغيراً ، إنه بولو بيكاسو صاحب أجمل اللوحات الفنية فى العالم ، من وجهة نظر بطلنا ، ففي مرة من المرات وأمام لوحة الرحيل تقابل بطلنا وبطلة قصتنا ، وهي إمرأة فرنسية غربية بملامح جميلة للعين ، وتتعطر بأجمل العطور الفرنسية الهادئة والتى تريح ولا تثير من حولها ، تضع بعض المساحيق الرقيقة فتضيف الي جمالها الغربي بعداً ثالث للجمال ، يحتاج الي فنان ليعبر عنه ، وتتكلم الفرنسية برقة وجمال وفجأة وجد نفسه وهي يتناقشان فى هذه اللوحة بدون سابق معرفة ، ويعترف هو في نفسه بسعادته بالحديث معها فهي سيدة مثقفة ، وتجيد التعبير عما ترى ، وبطل قصتنا أول ما يلفت نظره الي أي سيدة الثقافة ويكتب دائماً أن الباب الملكي للنساء عبر العيون أما عند أغلب الرجال فهو مقدار الثقافة ، وكما قال الفيلسوف اليوناني أَرِسْطُوطَالِيس أو أرسطاطاليس تكلم حتى أراك فلا يكفي المظهر الأنيق أو الجميل عند المثقفين ليكون جواز المرور الي القلوب والعقول ، وأنطلقا معاً من لوحة الي أخرى وهو سعيد بالتفسير الأنيق لجمال اللوحات والتي هي تقوله ، وقفا طويلاً أمام الجوكندا أو كما تعرف بالموناليزا ، تناقشنا معاً في عبقرية الرسام ليوناردو دي سير بيرو دا فينشي ، أو كما إشتهر ليوناردو دا فينشي وأعطى كل منهما تفسيراً لهذه الإبتسامة الهادئة وكيف إختلف المعنى في كلتا نصفي الوجه ، ثم جلسا معاً في الكافيتريا الموجودة بالمتحف أما الهرم الزجاجي الموجود ، ودار بينهما حديث عن الحضارة الفرعونية والتفسير العلمي والهندسي للشكل الهرمي ، وزاده إنبهار بها عندما قالت له أن الحضارة الفرعونية مازالت مصدر الهام لكل سكان الأرض حتى في العصر الحديث ، ويؤكد هذا ما قامت به فرنسا من تشيد هذا الهرم الذي يعانق الحضارة الحديثة والأصالة القديمة ، ثم تفرقنا على أمل أن يتم التواصل بينهما ، بعد أن تبادلا أرقام الهواتف والبريد الإلكتروني لكل منهما ، وهذا ما حدث تواصلا لمدة خمسة عشر عاماً بدون إنقطاع ، تواصلا بكل الطرق ، وفي كل مرة يكون بطل قصتنا في أوربا لابد أن يحضر الي فرنسا ولو لمدة ساعات يتقابلان فيها ، فقد حدث بينهما ما يمكن أن نسميه الحب ، وهنا بطل قصتنا قد إستطَع أن يحل أكثر الامور الإنسانية تعقيداً ، وهي أن تحب إمرأة غربية بطريقة شرقية ، فحب الرجل الشرقي جزء منه إمتلاك ، والمرأة الغربية في هذا الأمر تختلف عن المرأة الشرقية ، ولكن بطلنا إقترب من إيجاد معادلة تَمكنْ بها من الإحتفاظ بهذه المرأة ، كانت تقول له لقد أحببتني بطريقتك الشرقية وأنا أحبك بطريقتي الغربية ، إذن لقد نجحنا في إيجاد صيغة للتعايش الإنساني بلا صدام ، كانا يتقابلا كلما سمحت لهما الظروف ، مرة في باريس وأخرى في القاهرة ، وكان هو يقول لها إننا مثل سيمون دي بوفوار وجان بول سارتر تحابا هذه تعيش في إيطاليا وهذا يعيش في فرنسا ويتقابلان مرة في إيطاليا ومرة في فرنسا ، وبطل قصتنا العربي جمعه ببطلة قصتنا الفرنسية الفن أول مرة ، لذلك دائماً ما يقولا شكراً متحف اللوفر.

   ا.د/ محمد موسى

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى