ياصديقي … بقلم الدكتور .عمار قايد القحوي 🇾🇪
“_ ياصديقي؛
لو كنت أريد تركك لتركتك في أول زله سقطت بها، لكنني والله عكس ذلك، فقد تغاضيت وغضيت، وسكت واخفيت فتجاهلت وتعاميت وكتمت وأخفيت، ونسيت وتناسيت وتبسمت ومحيت ، وحفظت الود الذي يزيل سوء الفهم فلا أزال امحوا بالود ما أقترفت بالفعل ، فلم اترك مجالا لتفكير أبداً في المغادرة والبعد ، وإنك مني لضوئي ومشكاتي، وإنك سندي و استنادي وإنك لبسمتي وضيائي ، وإنك ليلي وظلامي، وإنك عامر في حلوي قبل مري، وفي حلي قبل ارتحالي وإنك لكل شيءٍ في حياتي، فيا صديقي، لوكان العتاب يزيد المحبة لما أسره يوسف في نفسه ولكنت مذ ذاك اليوم تجد مني لحناً شاذيا ولجدوتني به عازف وموسيقار أشدو به، لكنني رأيته يزيد من تعكر الصف وزرع الضغينة ويشب نيران الخصومة، فتركته وقذفت به إلى أعماق محبتك ، وإتخذت بدله فن محبتك ومواقفك الجميلة ، ياصديقي، ولم أفكر ولو لمرة أن أتركك وحيداً هكذا تصارع بمفردك، وما تركتك فلتتخذ لي تسعون عذراً وليس سبعون، فإن إشتدت عليّ وعليك، فليتصل بعضنا بحبل مابيننا والذكرى التي جمعتنا حتى يساند بعضنا الأخر، يا صديقي،أما والله اني قد جعلتك قرة عيني، ومفتاح صدري، وانيس وحشتي فأمنتك على سري وروحي، وما وجدت منك منك الا المودة في القربى ،يا صديقي، بقائك يبقيني قوة وطاقة، وكأنك تشحن روحي كلما مر اسمك تبسمت وكأني أناظر نورك بين تلك الشفاه الناطقة ، أدامك الله لي حتى الجنان، وأظلنا الله بقربه يوم يجتمع المحبان. ”
عمار القحوي