مضى وقت طويل //للكاتبة هبه شدود
مضى وقتٌ طويل على آخر مرة ضحكت بها بهذا الشكل، كنتُ أنفضُ غُبارَ الحزن عن صوتي، وأرددُ في قلبي أنا بخير ،الحمد لله يارب ،ظننت نفسي نسيت كيف أُزين ملامحي بالضحك، ظننت التجاعيد حُفرت في وجهي العابس.
كيف أفعل بنفسي هكذا ؟
كيف أتلذذ بجلد ذاتي؟
أوَكلما قابلتني الحياة بقسوة أقسوا على نفسي أكثر؟
ألومها أوبخها أشمت بها وأرميها بكلام جارح ولا أندم، يأتي قلبي يبكي ويتودد كي أصفح عنها، لكنني أُخرِسُهُ وأقولُ دعها تستحق ذلك وأكثر .
اليوم أتيتُ بمزيجٍ من الحُزنِ والفرح ،أحمِلُ ملامحاً طفولية وقلباً برقة الأطفال ،وعينان تكاد أن تتكلم .
زارني الفرح وكُلي عطشى ،شربت منه حتى أرتويت، ماعدت قادرةً أن أكتم الضحك .
يهمس لي عقلي ويقول :يكفي ضحك تبدين سخيفة للغاية، وتارةً يوبخني ويقول: لا تكوني عديمة المسؤلية ،جميع من حولك يتألمون ،صوت الوجع والحزن يُخيم على الشوارع والبيوت، لكنني أنتصر وأُخرسهُ .
لحظةٌ من فضلك، أُريد أن أضحك بلا أسباب، دون أن يكون هنالك شيء يدعوا للضحك .
أنا أستحق أن أفرح ويليق بي ذلك ،وبالنسبة للشارع والناس، بكيت مطولاً لم أجد حتى يداً عابرة تُطبطب على كتفي، أو تمسح لي دمعة ،ربي أكرم من كل شيء ،ستُفرج ذات يوم وكما زارني الفرح سأدعوا الله أن يزورهم ويطيل زيارتهُ.
Heba Shadoud